موضوع: العلاقة بين الاسم والمسمى الأحد مايو 02, 2010 1:57 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
العلاقة بين الاسم والمسمى
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد :
فقد ذكر أهل العلم أن الاسم له تأثير على مسماه وحبا في نشر الخير والدلالة عليه فقد اختصرت كلام ابن القيم في كتابه ( تحفة المودود في أحكام المولود ) للفائدة :
قال سعيد بن المسيب ما زالت فينا تلك الحزونة وهي التي حصلت من تسمية الجد بحزن ، وقال عمر بن الخطاب لجمرة بن شهاب أدرك أهلك فقد احترقوا .
وبالجملة فالأخلاق والأعمال والأفعال القبيحة تستدعي أسماء تناسبها ، وأضدادها تستدعي أسماء تناسبها ، وكما أن ذلك ثابت في أسماء الأوصاف ، فهو كذلك في أسماء الأعلام ، وما سمي رسول الله بمحمد وبأحمد إلا لكثرة خصال الحمد فيه ، ولهذا كان لواء الحمد بيده ، وأمته الحمادون ، وهو أعظم الخلق حمدا لربه تعالى ، ولهذا أمر رسول الله بتحسين الأسماء ، فقال : ( حسنوا أسماءكم ) فإن صاحب الاسم الحسن قد يحمله اسمه على فعل ما يناسبه ، وترك ما يضاده ، ولهذا ترى أكثر السفل أسماؤهم تناسبهم ، وأكثر العلية أسماؤهم تناسبهم .
وعن جابر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن عشت إن شاء الله لأنهين أمتي أن يسموا رباحا ونجيحا وأفلح ويسارا ) وفي رواية : (عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عشت إن شاء الله أنهى أمتي أن يسموا نافعا وأفلح وبركة ) .
وفي معنى هذا مبارك ، ومفلح ، وخير ، وسرور ، ونعمة ، وما أشبه ذلك ، فإن المعنى الذي كره له النبي صلى الله عليه وسلم التسمية بتلك الأربع موجود فيها ، فإنه يقال أعندك خير ؟ أعندك سرور ؟ أعندك نعمة ؟ فيقول لا ! فتشمئز القلوب من ذلك ، وتتطير به ، وتدخل في باب المنطق المكروه .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشتد عليه الاسم القبيح ويكرهه جدا ، من الأشخاص ، والأماكن ، والقبائل ، والجبال .
ومن تأمل السنة وجد معاني في الأسماء مرتبطة بها ، حتى كأن معانيها مأخوذة منها ، وكأن الأسماء مشتقة من معانيها، فتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أسلم سالمها الله ، وغفار غفر الله لها،وعصية عصت الله ورسوله ) . وأسلم وغفار وعصية أسماء قبائل . وقول النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء سهيل بن عمرو يوم صلح الحديبية ( سهل أمركم ) .
ولما نزل الحسين وأصحابه بكربلاء سأل عن أسمها فقيل كربلاء فقال : كرب و بلاء .
وكانت العرب تعرف هذا بدليل لما وقفت حليمة السعدية على عبد المطلب تسأله رضاع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها من أنت ؟ قال امرأة من بني سعد ، قال فما اسمك ؟ قالت حليمة ، فقال بخ بخ سعد وحلم ، هاتان خلتان فيهما غناء الدهر .