باب الحارة يجسد حصار غزة .. حارة الضبع تحكي واقع غزة
كاتب الموضوع
رسالة
الوعد الصادق مشرف
عدد المساهمات : 163 تاريخ التسجيل : 11/02/2010
موضوع: باب الحارة يجسد حصار غزة .. حارة الضبع تحكي واقع غزة السبت فبراير 20, 2010 4:26 pm
حارة الضبع تحكي واقع غزة بقلم :عمار ياسر
و يالي بدو يتحدى هي الحارة مين قدا في مين بيحمي الدار بالحق يصون حدا بهذه الكلمات بدأ المخرج السوري بسام الملا جزءه الرابع من المسلسل السوري الشهير باب الحارة
الشوارع باتت خالية بعد الصلاة الأطفال على غير عادتهم في غزة فالحصار حرمهم و للسنة الثالثة من فانوس رمضان بسبب الحصار والاغلاق المفروض عليها لكن ورغم قطع التيار الكهربائي المتكرر لم يحول دون متابعتهم له بين أزقة مخيماتها وحاراتها لاتكاد تسمع سوى صدى أجهزة التلفاز وكأنها تكلم بعضها البعض من بيت لاخر فأهل البيت في انتظار ما ستؤول اليه الحلقة الأولى من هذا الجزء
من أحداث خصوصا بعدما تسربت الأخبار بإمكانية التطرق لحال فلسطين و غزة في هذا الجزء مما دفع الاف الفلسطينين وغيرهم لمتابعة ذلك المسلسل ذو الصبغة العربية السورية الاصيلة الذي يجسد حقبة زمنية عاشتها احدى حارات دمشق مضى عليها مئات السنين ترجع بالذاكرة للأصالة والنخوة العربية والأسرة الملتزمة ليس هذا هو السبب الوحيد الذي دفعهم لمتابعته أيضاً ثقافة المقاومة وعدم الخضوع والاستسلام للمحتل الذي تميز به الجزء الرابع كان له نصيب الأسد من هذا الجزء فقد تشابهت احداث حلقاته بالواقع الذي فرض على غزة و عاشته منذ بداية الحصار المفروض عليها .
حارة الضبع تكلمت بفوهات بنادق رجالها وتمردت على المحتل وأعوانه بعد فترة ليست بهينة عاشتها من الظلم والاضطهاد على يد المستعمر الفرنسي وأعوانه من بني جلدتهم فقررت خيار الحسم مهما كلف الثمن و بدأت بالهجوم على معاقل المحتل واعوانه تسجل نصراً يستحق أن تنحني له الهامات فلم يمنعها الألم الذي يعصر قلبها أن تجري عملية جراحية تستئصل فيه المفسدين وزبانية الاستعمار وعملائه وإن ولدوا من رحمها وتحدثوا بلهجتها فالشوك يحمل ورداً ولنا في (أبو جودت) وأزلامه خير مثال
ندخل حارة غزة و نسمع حكايتها فهي التي لجأت مضطرة لخيار حارة الضبع بالحسم بعدما ذاقت من سنين الفساد والظلم والعربدة على يد أزلام (أبو جودت الفلسطيني) الذين لطالما كانوا الأوفياء في خدمة المحتل باغتيالهم العديد من رموز المقاومة الفلسطينية واستباحتهم وتفريطهم بحقوق الشعب وأرضه وكانت المفاجأة ان كل شئ ثبت لديهم بالأدلة والبرهان حينما وجدوا آلاف الوثائق السرية التي تثبت ذلك في مخافر ومراكز( أبو جودت الفلسطيني) ومعتقلاته اذاً لو الذي فعلته غزة كان خطأ كما يسميه البعض كان الأولى أن يطالب الجمهور بمحاكمة المخرج بسام الملا الذي اساء للشعب السوري ولما رأينا حماسة المشاعر لدى المشاهدين وبعضهم قد اعتدل من جلسته امام الشاشة عندما هم رجال الحارة باقتحام معاقل ابو جودت وأخذ يكبر معهم ويقول كما يقولون (قولوا الله يارجال إذا الحسم كان بالنسبة لكلاهما اضطرار لا اختيار لكن ما الذي حدث بعد ؟
يستنفر المستعمر الفرنسي جيشه على حدود حارة الضبع و تبدأ المنطقة على غير عادتها فالكل مذهول بما صنعته هذه الحارة الصغيرة التي استخفت بأقوى دولة ومستعمر إبان ذلك الوقت . فجمعوا مكرهم وكيدهم وقرروا التدخل والهجوم على الحارة ليأدبوا كما يزعمون أهلها ويعيدوا أزلامهم وعوانيتهم إلى حكمها و لكن الموت كان بانتظارهم عند بوابة الحارة ليخطف منهم مايشاء و يقع عدد منهم في قبضة رجال الحارة وترفع حارة الضبع خيار المقاومة و تتحمل كل ما سينتج عن ذلك رافضة أي تسوية أو خيار يذل أهلها فيستشيط الكولونيل الفرنسي غضباً ويقرر معاقبة الحارة المتمردة واهلها بالحصار وعزلها عن باقي المناطق وقطع الكهرباء
يمنع الدخول و الخروج منها أملاً منه أن يسلموا ويركعوا لبطشه وجبروته فتقطع عن الحارة الكهرباء ويبدأ التضييق والخناق عليهم من كل جانب و تبدا مشكلة نقص الطحين ومواد التموين بالظهور فيصطف العشرات امام الفرن لكي يأمن كل واحد منه قوت يومه لأطفاله واهله المحاصرين داخل الحارة بالاضافة لمشكلة نقص الوقود لكنها الارادة الصلبة التي لاتعرف الاستسلام تجلت في اهلها والنخوة والشهامة التي استفزت كل الحارات المجوارة لها لتقديم الدعم لها و جمع المعونات والمساعدات من كل حدب وصوب وارسالها للحارة وإن وصل الامر بهم بعدما ضيق المحتل عليهم كل المنافذ المؤدية لها إلى ان يدخلوا الطعام والمعونات لها من تحت الأرض عبر قنوات المياه و شبكاتها المطلة من داخل البيوت والتي كانت من فكرة عقيد حارة أبو النار اذا حصار غاشم تقابله ارادة لا تعرف طعم للذل والانكسار وجيران لايكلون ولايملون من ابتكار الطرق و السبل لدعم ثباتهم وفك حصارهم .
نعود ثانية لنطرق باب حارة غزة ونرى ما الذي حدث لها بعد هزيمة ابو جودت الفلسطيني وهروبه بالتعاون مع المحتل الصهيوني هو وازلامه وما الثمن الذي دفعته مقابل حسمها للحارة
فالمخرج في باب الحارة لم يأت إلا بصورة مطابقة لواقع غزة فقد استنفر الاحتلال جيشه على حدود غزة فالكل ايضاً مذهول من هول المشهد الحقيقي و ماجرى بحارة غزة
فجمعوا شياطينهم انسهم وجنهم في كل اصقاع الارض ليحاصروا غزة الحارة الصغيرة وإن ماكبرت ويمنعوا عنها الطعام والدواء والكهرباء ويمنعوا الدخول و الخروج إليها ثأراً لما أصاب ازلامهم فيشددوا من حصارهم ويمنعوا عنها كل شئ المشهد كما هو في حارة الضبع الحصار والجوع والموت وبنفس الارادة والعزيمة اتسقبلت غزة حصارها
هنا المخرج الصهيوني يريدها نهاية سعيدة لجيشه وحكومته وينهي المشهد كما خطط له مستعمر حارة الضبع الفرنسي بعودة ازلامه للحكم وتأديب اهل غزة كما يزعم لكن النهاية كانت بعكس ماارادها بعدما خاض حرب شرسة على غزة استغرقت 23 يوماً لم يتجرأ المحتل على التقدم شبراً واحد داخل أرض غزة فيموت الجبناء على بواباتها وتبقى غزة شامخة بقلاعها وحصونها لم تخترق ترفع شعار المقاومة حتى النصر او الشهادة فيقرروا مزيداً من الجوع ومزيداً من الحصار فيخرج من عباءة الخنوع والذل أهل الحارات المجاورة لغزة فتتحرك شعوب الارض وتنطلق كل حارة تغار على غزة رغم عن انف عقيدها لتقدم يد العون والمساعدة لها بأي وسيلة وكانت الفكرة التي لجأ إليها عقيد حارة ابو النار الدخول لغزة بالمساعدات والمونة من تحت الارض عبر ماتسمى الان في غزة بالانفاق على حدود مصر كما دخلوا لحارة الضبع فتنجح أحياناً وتفشل في بعض المرات و السبب أن كلا الحارتين لديهما نمس مشترك يعمل في الخفاء .
اذا السؤال هنا هل سيخرج الملا بنهاية سعيدة لحارة الضبع ترضي الجميع ؟ اذا كان الجواب بنعم وهو المتوقع غالباً في أي عمل درامي يرضي به المخرج جمهوره علينا الاستعانة بالملا في حارة غزة ليحل أزمتها في وقت عجز فيه الساسة وصناع القرار عن وضع نهاية لهذا المشهد .
باب الحارة يجسد حصار غزة .. حارة الضبع تحكي واقع غزة